حصار عسكري قتل مليون إنسان

حين وصلت القوات الألمانية لحدود لينيغراد السوفييتية أدرك الطرفان أن هذه المعركة ستكون مفصلية، أرادت ألمانيا السيطرة على المدينة وبالمثل استمات السوفييت بالدفاع عنها، فما الذي جرى بالتحديد؟ شاهد الفيديو لتعرف
#سياسة_لس #منصة_أكثر



إنه الاتحاد السوفييتي عام ألف وتسعمئة وواحد وأربعين
البلاد في ورطة
فتجتاحها الجيوش الألمانية بسرعة
وتسقط في طريقهم المدن مدينة تلو المدينة
حتى وصلت جحافل القوات الألمانية لمشارف مدينة لينينغراد

لم تكن هذه المدينة كأي مدينة أخرى غزتها ألمانيا سابقا
فتحمل اسم لينيين مؤسس الاتحاد السوفييتي
وهي رمز لروسيا وعاصمتها السابقة
وعسكريا كانت القاعدة الرئيسية للأسطول
وعلى أرضها بعض أهم مصانع الأسلحة

غزو لينينغراد سيوجه ضربة كبيرة لمعنويات السوفييت
هذا ما أدركه زعيم الاتحاد جوزيف ستالين
فأصدر توجيهاته بالدفاع عنها مهما كلف الأمر

أوكل الألمان مهمة مهاجمتها لبعض أشرس وحداتهم العسكرية
وتقدمت هذه الجيوش إلى أن وصلت بحيرة لادوغا، آخر ما يربط المدينة بباقي البلاد

الصدمة التي تلقاها السوفييت لم تنته عند ذلك الحد
فهاجمها الفنلنديون من الشمال
وهنا بدأ الحصار

أوكلت مهمة الدفاع عن المدينة للجنرال الشهير جورجي زوكوف
وأول ما قام به كان تنظيم الدفاعات عن المدينة
واشترك جميع السكان في ذلك
فحصنوا كل زاوية فيها بالعوائق الخشبية والأسلاك الشائكة والخنادق المضادة للدبابات

أدرك الألمان أن دخولها سيكلفهم كثيرا
وفضلوا محاصرتها وتجويع سكانها إلى أن يستسلموا أو يموتوا جوعا

مرت الأيام ولا شيء يدخل للمدينة سوى القنابل التي يطلقها الألمان
وبدأت المؤونة تنفد
وازدادت الأمور تعقيدا مع دخول شتاء روسيا القارس
كان المواطنون يعانون من نقص شديد في الطعام والماء والتدفئة والدواء

ووصل الحال أن سقط الناس قتلى في الشوارع
أو ماتوا بردا وجوعا في بيوتهم
وتكدست الجثث في كل مكان
وأحيانا بقيت ملقاة لأيام دون أن يحركها أحد من مكانها

لحسن حظهم أن بحيرة لادوغا تجمدت
وسمح ذلك بمرور الشاحنات التي تنقل المؤن فوقها
لكنها كانت عرضة للقصف الألماني باستمرار
ولم يصل ما يكفي منها
واستمرت المجاعة

في بعض الأحيان كانت سلطات المدينة توزع الطعام
وهو عبارة عن مئة وخمسة وعشرين جراما من الخبز المصنوع من الدقيق ونشارة الخشب
وحتى هذا الطعام كان رفاهية غير متوفرة أغلب الوقت

استمر الحصار لسنتين
تخلله محاولات سوفييتية لكسره
إلى أن شن الجيش الأحمر هجوما كاسحا في الثاني عشر من يناير عام ألف وتسعمئة وثلاثة وأربعين

ونجحوا أخيرا بفتح طريق بري مع لينينغراد
وبعدها بعام طردوا الألمان كليا من المنطقة المحيطة
وبذلك انتهى حصار امتد لثمانمئة واثنين وسبعين يوما
ووصفه مؤرخون بأنه أحد أصعب الحصارات في التاريخ
بعد مقتل أكثر من مليون إنسان أغلبهم بسبب المجاعة




تابع صفحات سياسة لس على باقي القنوات:

انستغرام:   / politicsless  

تويتر:   / politicsless  

فيسبوك:   / politicsless